أربيل، العراق – 3 آب 2025: يصادف اليوم الذكرى السنوية الحادية عشرة للإبادة الجماعية التي ارتكبها تنظيم داعش بحق الأيزيديين والمكونات العراقية الاخرى. إنه يوم للحِداد وتكريم الضحايا ورفع أصوات الناجين، كما يُعد تذكيراً بأن حقوق واحتياجات وتطلعات المتضررين من هذه الفظائع يجب أن توجه المسار نحو المستقبل.
في العام الماضي، أطلق التحالف للتعويضات العادلة (C4JR) تقريره بمناسبة الذكرى العاشرة للإبادة الأيزيدية بعنوان “10 مطالب بعد 10 سنوات على الإبادة الجماعية التي ارتكبها داعش” – وهو خارطة طريق يقودها الناجون لمعالجة التحديات الأكثر إلحاحاً واستمراراً التي تواجه المجتمعات المتأثرة بعد عقد من الإبادة. هذا العام، نشجع الجهات الفاعلة المحلية والدولية على مراجعة تلك المطالب وتقييم ما تغير، والاعتراف بما تبقى من عمل.
يظل قانون الناجيات الأيزيديات أحد أكثر التدابير الشاملة والمهمة التي تم اتخاذها استجابة للإبادة الجماعية، وقد تحققت خطوات مهمة في تنفيذه. وتشمل الإنجازات الرئيسية زيادة عدد المستفيدين المسجلين، إنشاء آلية الإدلاء بالشهادات عن بُعد للناجين في خارج البلد، وإصدار بطاقات صحية للمستفيدين المشمولين بالقانون، وتوسيع فرص التعليم والتدريب المهني، فضلاً عن دعم المشاريع الصغيرة للناجين.
وعلى الصعيدين الوطني والدولي، أُحرز تقدم في مساعي تحقيق العدالة. فقد باشرت محاكم أوروبية، من بينها محاكم في ألمانيا وفرنسا، محاكمة أعضاء في تنظيم داعش بتهم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية، كما اعترف البرلمان السويسري رسمياً بالإبادة الجماعية المرتكبة بحق الأيزيديين. وفي العراق، يُعد إنشاء المركز الوطني للتعاون القضائي الدولي خطوة مهمة تؤكد التزام الدولة بالحفاظ على الأدلة ودعم جهود المساءلة عابرة للحدود، لا سيّما بعد انتهاء ولاية فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة (يونيتاد).
كما تحقق تقدم ملحوظ في جهود البحث عن المفقودين وفتح المقابر الجماعية. ففي عام 2025، أطلقت السلطات العراقية حملة رقمية وطنية لجمع المعلومات حول الأشخاص المفقودين، وترافق ذلك مع إنشاء لجنة عليا داخل المديرية العامة لشؤون الناجيات – بقيادة مستشار رئيس الوزراء لحقوق الإنسان – لتنسيق الجهود لكشف مصير المختطفين. في شباط، تم التعرف على رفات 32 ضحية من ضحايا الإبادة في دائرة الطب العدلي بغداد وأُعيدت إلى سنجار لدفنها بشكل رسمي، ومن المتوقع دفن 22 رفات إضافية في آب من هذا العام. كما تم خلال الأشهر الاثني عشر الماضية تحرير عدد من الناجين بعد سنوات طويلة من الأسر.
تمثل هذه الإنجازات خطوات مهمة نحو تلبية مطالب الناجين، إلا أن الطريق لا يزال طويلاً. إن حالات التحرير الأخيرة للناجين ولمّ شملهم مع أحبائهم بعد أكثر من عقد من الزمن تسلط الضوء على الحاجة الملحة لكشف مصير المفقودين والمخطوفين المتبقين. ولا يزال عشرات الآلاف يعيشون في نزوح طويل الأمد، في ظل تراجع متزايد في الموارد الإنسانية المخصصة لتلبية احتياجاتهم الاساسية وتبعات الجرائم المرتكبة بحقهم. كما أن العودة الآمنة إلى سنجار لا تزال صعبة بالنسبة لغالبية الناجين وعوائلهم، بسبب غياب الخدمات الأساسية، واستمرار حالة انعدام الأمن والانقسام السياسي، وغياب رؤية واضحة لإعادة الإعمار والتعافي.
وفي حين لا يزال قانون الناجيات الأيزيديات يمثل بارقة أمل ووعدًا بحياة أفضل للعديد ممن نجوا من فظائع تنظيم داعش، فإن مسارات الوصول إلى منافع هذا القانون وتنفيذه الكامل ما تزال تعاني من تحديات ملموسة. فبعض الناجين لم يتمكنوا من التسجيل والحصول على المنافع التعويضية بسبب عدم امتلاكهم للوثائق الثبوتية أو عدم قدرتهم على تلبية المتطلبات الإثباتية المعقدة. بينما واجه آخرون تأخيرات كبيرة في سير الإجراءات. حتى أولئك الذين شملهم القانون وتمت الموافقة على منحهم المنافع، ما زالوا يواجهون نظامًا صحيًا يعاني من ضعف التمويل، وفرصًا محدودة لكسب العيش، فضلاً عن افتقار إلى حلول شاملة ومستدامة لقضايا السكن، والأراضي، والممتلكات.
ومن المقلق أن العام الماضي شهد مؤشرات مقلقة على تراجع الالتزام، من أبرزها تصاعد خطاب الكراهية الموجّه ضد الأيزيديين، والذي برز عقب الذكرى العاشرة للإبادة، متضمناً دعوات تحريضية وتهديدات صريحة تدعو للعنف. كما أثارت التوترات الإقليمية المتزايدة، إلى جانب تنامي النفوذ المتطرف القادم من الحدود السورية، مخاوف حقيقية لدى الناجين والمجتمعات الدينية من خطر تكرار العنف ضدهم.
إن الإنجازات التي تحققت خلال العام الماضي تؤكد ما يمكن إحرازه عندما يُوضع الناجون في صلب السياسات والممارسات. ومع ذلك، فإن هذا التقدم لا يزال هشاً، وقابلاً للتراجع في غياب التزام طويل الأمد. وفي ظل انتهاء مهمات بعض المؤسسات الدولية وتراجع اهتمام المانحين، يبرز خطر حقيقي من تهميش احتياجات الناجين مجدداً.
في هذه الذكرى، نُجدّد دعوتنا إلى تحرّك فعّال يستند إلى خارطة الطريق التي وضعها الناجون أنفسهم في تقرير “10 مطالب”، والمتوفّر باللغات الإنجليزية والعربية والكردية (السورانية). بعد أحد عشر عاماً، لا يزال الناجون من جرائم داعش بانتظار الحقيقة، والعدالة، والحماية، والفرص لإعادة بناء حياتهم. لا ينبغي أن يمر عام آخر دون الوفاء بهذه الوعود.
وعليه، تدعو المنظمات الموقعة أدناه إلى تجديد الالتزام تجاه مطالب الناجين، من خلال خطوات عملية وجادة تضمن تلبية احتياجاتهم وتحقيق تطلعاتهم، وضمان عدم تكرار ما تعرضوا له.
قائمة بأسماء المنظمات الموقعة
- Jiyan Foundation for Human Rights
- SEED
- Yazda
- The Lotus Flower Ngo
- House of Coexistence
- Hawar.help
- Victims of Iraq in Speicher-1700 NGO
- Better World Organization
- Dak Organization
- Hope Givers
- Justice Organization for Minority Rights
- The Observer Human Rights Center
- The Iraqi Institution for Development
- Eyzidi Organization for Documentation
- Peace and Freedom Organization
- Kurdistan Center For International Law
- Yazidi Legal Network