العراق هو المكان الذي بدأ فيه الإرهاب بالنسبة لنا نحن الإيزيديين، إنه المكان الذي ينتمي إليه معظم قادة داعش، ومنه تم قتلنا أو اختطافنا. إذا لم يُحاسب أعضاء داعش في العراق، فأين سيُحاسبون إذن؟ من المهم أن تتحقق العدالة في العراق، وفقط عندها سنتمكن من استعادة ثقتنا ببلدنا. لقد انتظرنا هذه العدالة منذ ثماني سنوات، فإلى متى سنظل ننتظر؟
شبكة الناجيات الايزيديات–
في هذا اليوم المهم، يوم الاتحاد الأوروبي لمناهضة الإفلات من العقاب من جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، تُجدّد مجموعة العمل للعدالة الجنائية ضمن تحالف التعويضات العادلة (C4JR) التزامها بإنهاء الإفلات من العقاب وتحقيق العدالة للناجين من الفظائع في العراق.
فقد مضى ما يقرب من عقد من الزمان منذ أن ارتكب تنظيم داعش فظائع واسعة النطاق ومنهجية ضد المدنيين في العراق، بما في ذلك جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية. ومع ذلك، لا يزال العراق يفتقر حتى اليوم إلى إطار قانوني يسمح بمقاضاة هذه الجرائم بوصفها وبموجب القانون الدولي. ولا يزال قانون الجرائم الدولية المنتظر منذ زمن طويل قيد الانتظار، مما يُبقي فجوة مؤلمة في مسار تحقيق العدالة.
لكن العدالة الحقيقية تتطلب أكثر من مجرد تشريعات، فهي تتطلب المشاركة الفاعلة للناجين. يجب أن تُشكّل أصواتهم وتجاربهم وتطلعاتهم كل مرحلة من مراحل العملية القضائية، من التحقيقات إلى المحاكمة وما بعدها. فالناجون ليسوا شهودًا على التاريخ فحسب، بل هم أصحاب حقوق يحق لهم الوصول إلى الحقيقة والعدالة وجبر الضرر.
وفي هذا اليوم، يدعو التحالف C4JR السلطات العراقية إلى:
- الإسراع في اعتماد مشروع قانون الجرائم الدولية بما يتماشى مع المعايير الدولية.
- ضمان نهج يركز على الناجين في تحقيق العدالة، من خلال تمكين المشاركة الكاملة والفعالة للناجين، بما في ذلك حقهم في تقديم الشكاوى والإدلاء بشهاداتهم والاستماع إليهم في الإجراءات الجنائية، وذلك تماشيًا مع ورقة موقف التحالف C4JR بشأن آلية المساءلة عن جرائم تنظيم داعش في العراق.
إن الإفلات من العقاب يُكرّس الأذى. والعدالة هي الخطوة الأولى نحو التعافي وبناء مستقبل أكثر سلامًا. يجب ألا يُفوّت العراق الفرصة ليُثبت للعالم أنه حتى بعد أحلك الفصول، من الممكن ومن الضروري تحقيق العدالة.