اليوم العالمي لمكافحة استغلال الأطفال كجنود (يوم اليد الحمراء) الذي يوافق 12 فبراير من كل عام هو يوم مخصص للفت الانتباه لظاهرة تجنيد الأطفال والدعوة لحمايتهم من هذه الظاهرة. يُذكِّر أعضاء التحالف للتعويضات العادلة (C4JR) بضرورة حماية الأطفال العالقون في مرمى نيران الحروب، حتى بعد انتهاء الصراعات. وبينما يرفع نشطاء في جميع أنحاء العالم أيديهم الحمراء تضامنًا، دعونا أيضًا نمد يدنا لأولئك الضحايا الذين تحملوا الاثار المرعبة لهذه الصراعات، ولا سيما الأطفال الإيزيديين الذين تأثروا بشكل كبير نتيجة صراع تنظيم داعش الارهابي.
ان جوهر دعوة التحالف للتعويضات العادلة يتمثل في قانون الناجيات الإيزيديات، الذي تم تشريعه لمعالجة الاحتياجات الخاصة للناجيات والناجين من صراع داعش، مع الاعتراف بالأذى الجسدي والنفسي العميق الذي تعرضوا له. ومن الأهمية بالتذكير أن قانون الناجيات الإيزيديات لا يعترف بالماضي فحسب؛ ويطمح إلى دعم مستقبل أفضل للمشمولين به. ومن بين أحكامه تدابير شاملة لإعادة التأهيل والاندماج والتعويض المادي، بهدف تمكين الناجين من إعادة بناء حياتهم والمساهمة بشكل معنوي في المجتمع.
التعليم أمر بالغ الأهمية في عالم يحلم فيه الأطفال بحمل الأقلام بدلاً من الأسلحة. يُعطي قانون الناجيات الإيزيديات الأولوية لفرص التعليم للناجيات وأطفالهن، مدركاً أن التعليم ليس مجرد حق، بل هو أداة قوية للشفاء والتمكين. من خلال توفير فرص التعليم، يمكن رسم مسار مستقبلي للأطفال، بعيداً عن ظلال النزاعات ونحو مستقبل مليء بالوعود والإمكانيات. ولكن هذا لا يتوفر للكثير من الناجيات والناجين في العراق.
“مانحي الامل” هي مجموعة شبابية مكونة من الناجين الإيزيديين الذكور الذين إختُطِفوا على يد تنظيم داعش. يقومون بتسليط الضوء على مشاكل الأطفال والشبان الذين تحرروا من قبضة داعش والذين تعرضوا الى غسل الدماغ وتلقين أفكار التنظيم الإرهابي ودعمهم بالطرق الممكنة.
“التعليم حق لجميع أطفال العالم. لقد حُرِمتُ من مواصلة التعليم خلال فترة اختطافي من قِبَلِ داعش، والأسوأ من ذلك أنني محروم الآن من استكمال تعليمي في وطني بعد أن تحررت من قبضة داعش.” يقول أحد ناجي الأطفال الإيزيديين الذكور وعضو في مجموعة مانحي الامل
“عشتُ أوقاتً صعبةً خلال فترة اختطافي من قِبَلِ داعش، وكُنتُ أحلم بحياة سعيدة خارجَ قبضتِهِم، وأن أعودَ لمنطقتي. ولكن بعدَ عودتي، بدأتُ أعيش في جحيم المخيمات لمدة خمس سنوات”. يقول طفل مجند من الناجين إلايزيدين وعضو في مجموعة مانحي الامل
يُرحِّب التحالف للتعويضات العادلة بالجهود الجريئة التي بذلتها حكومة العراق في اعتماد قانون الناجيات الإيزيديات، لكن يجب تقديم مزيد من الدعم. وفي هذا اليوم العالمي (يوم اليد الحمراء) الذي نحييه لمكافحة استغلال الأطفال في التجنيد “، لا نقوم فقط بزيادة الوعي بما حصل في الماضي، بل نتخذ إجراءات فعلية عبر مواصلة الدعوة إلى تنفيذ كامل لقانون الناجيات الإيزيديات بسرعة، ضامنين تحقيق وعوده من دون تأخير