شیرين خيرو: من الأسر إلى التخرج من الجامعة
تخرجت شیرین خيرو خدیده، فتاة ايزيدية نجت من تنظيم داعش، من الجامعة الأمريكية في كردستان (AUK) في دهوك يوم الأحد 2 حزيران. كانت شیرین محتجزة لدى تنظيم داعش لمدة ثلاث سنوات قبل أن يتم إنقاذها في عام 2017. قدم لها رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان، مسرور بارزاني، جائزة “شرف الصمود”.
تجسد رحلة شیرین انتصار الروح البشرية على جرائم لا يمكن تصورها. وُلدت في المجتمع الايزيدي في سنجار، العراق، وكانت طفولتها مليئة بدفء الأسرة وغنى التقاليد. ومع ذلك، في عام 2014، تحطمت إيقاع حياتها السلمي عندما غزا مسلحون من تنظيم داعش قريتها حردان.
تم أسر شیرین مع آلاف الآخرين من الايزيديين، ووجدت نفسها تعيش كابوس الأسر والوحشية. فصلت عن أحبائها، وعانت سنوات من الرعب على يد خاطفيها. ولكن وسط الظلام، أضاء بداخلها شعلة أمل.
بعزيمة لا تتزعزع، انتهزت شیرین فرصة للهرب. خاطرت بحياتها وبدأت رحلة محفوفة بالمخاطر نحو الحرية. شجاعتها وصمودها دعماها خلال أحلك اللحظات، ودفعاها نحو فصل جديد من الحياة.
عند استعادة حريتها، واجهت شیرین مهمة شاقة لإعادة بناء حياتها. جراح تجربتها كانت عميقة، ولكن بدعم من مجتمعها، بدأت رحلة الشفاء والتجديد.
في دليل رائع على صمودها، تابعت شیرین تعليمها وتخرجت بدرجة البكالوريوس في إدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية في كردستان في مايو 2024. رمز تخرجها ليس فقط لإنجازها الأكاديمي، ولكن – الأكثر أهمية – لعزيمتها على تجاوز العقبات التي وقفت في طريقها.
مصممة على تحويل ألمها إلى هدف، قررت شیرین أن تكون صوتًا لشعبها. كعضو في شبكة الناجيات اليزيديات (YSN)، شبكة أصوات الناجيات، وتحالف التعويضات العادلة (C4JR)، تعمل بلا كلل كمدافعة عن العدالة والمساءلة عن الفظائع التي ارتكبت ضد المجتمع الايزيدي والمجتمعات الاخرى.
اليوم، تقف شیرین كرمز للصمود والأمل: منارة للضوء في ظلمة الشدائد. رحلتها من الأسر إلى الدعوة والمناصرة كتذكير قوي بأنه بغض النظر عن مدى صعوبة العقبات، الروح البشرية قادرة على تجاوز حتى أحلك الأوقات.
بينما نحتفل بانتصار شیرین على الشدائد، دعونا نكرم أيضًا صمود وقوة المجتمع الايزيدي. دعونا نقف معًا بتضامن مع الناجيات مثل شیرین، لضمان سماع أصواتهم وعدم نسيان قصصهم. لأن في شجاعتهم ومثابرتهم يكمن وعد بمستقبل أكثر إشراقًا، حيث يسود العدل والسلام والأمل. مباركٌ لكِ، شیرین، وشكرًا لكِ.